تقع الغدة الدرقية (Thyroid) في أسفل الرقبة في مقدمة القصبة الهوائية وتتكون من خلايا تقوم بإنتاج وإفراز هورمونات للدم كالتيروكسين (Thyroxin) وهو هورمون غاية في الأهمية، له تأثير كبير على نمو وتطور الانسان منذ كونه جنين وحتى أن يبلغ شيخوخته كما وأنه يتحكم بالأداء الوظيفي للأعضاء المختلفة في الجسم.
الغدة الدرقية موجودة عند الذكور والإناث على السواء، إلا أن إختلال عملها أكثر إنتشارًا عند النساء بشكل واضح. يمكن تقسيم مشاكل الغدة إلى قسمين رئيسيين : فرط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) وهو نشاط زائد في إنتاج وإفراز هورمون التيروكسين. قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism) وهو نقص في إنتاج وإفراز هورمون التيروكسين. عمل الغدة هام جدًّا للرجل والمرأة، ولأي خلل في عملها قد يكون تأثيرًا سلبيا على صحة كليهما لذلك يتوجب علينا ملاحظة أعراض الغدة الدرقية ومعالجتها سريعا. إن وظيفة المرأة في الحمل، الولادة، والرضاعة تزيد من أهمية الأمر. لذلك يتوجب علينا أن نكون حذرين أكثر تجاه مرض الغدة الدرقية عند النساء خاصة في جيل الإخصاب والحمل.
الغدة الدرقية والدورة الشهربة
الدورة الشهرية هو حدث دوري هام في حياة كل إمرأة يُمكّنها من الإخصاب والحمل. ألكثير منا لا يدرك أن للغدة الدرقية دور بالغ الأهمية في الحفاظ على نظام هذه الدورة من حيث جيل إبتدائها وإنتهائها، وتيرة حدوثها، وكثافة الطموث فيها. ألتأثير يختلف من إمرأة لأخرى لكن إنخفاض في وتيرة الدورة الشهرية (Oligomenorrhea) إلى إنعدامها تماما (Amenorrhea) هي الحالة الشائعة في كلا الحالتين الفرط والقصور. كما أن كثافة الطموث قد تزيد في القصور (Menorrhagia). تشوش في الدورة الشهريّة ليس بالامر النادر وفي كثير من الأحيان البحث وراء أسبابه قد يؤدينا إلى الغدة الدرقية وهذا الأمر مهم إدراكه لأن الحلول الطبية لمشاكل الغدة الدرقية متوفرة ومعالجتها تزيد من فرص نجاح الحمل وإنجاب جنين سلي
امراض الغدة الدرقية اثناء الحمل
امراض الغدة الدرقية خلال فترة الحمل شائعة جدا وخاصة قصورها، المُسبب الأول لقصور الغدة هو نقص اليود في الغذاء وهي مادة أساسيَّة تحتاجها الغدة لبناء هورمون التيروكسين، إلا أنه في العالم الحديث ليس هناك نقص في اليود مما يحوِّل السبب الأول لقصور الغدة إلى مشكلة في جهاز المناعة. ان الجنين في النصف الأول لتكونه غير قادر على إنتاج هورمون التيروكسين بنفسه فيستمده من دم الأم الحامل، لذلك كمية الهورمون المطلوب إنتاجها تزيد أثناء فترة الحمل مما يزيد من فرص الإصابة بالقصور الأمر الذي يمتلك تأثير سلبي على المرأة الحامل وعلى الجنين. أهم هذه التأثيرات : عجز المرأة عن الحمل. خطر الإجهاض. مقدمة الإرتعاج (Preeclampsia). فقر الدم (Anemia). كثافة النزيف التالي للولادة (Postpartum hemorrhage) انفصال المشيمة المبكر (Abruptio placentae) وما تحمله من مضاعفات على الأم والجنين. الولادة المبكرة غير الناضجة بما تحتويه من مضاعفات صحية. خلل في تطور الجهاز العصبي لدى الجنين. انخفاض في وزن المولود. من جهة أخرى فرط الغدة الدرقية قد يحدث أيضا خلال الحمل وهو الآخر له مضاعفاته على المرأة الحامل وعلى الجنين، أهمها : خطر الإجهاض. يزيد من مقدمة الإرتعاج (Preclampsia) إنخفاض في وزن المولود. فرط وفي حالات نادرة قصور الغدة الدرقية لدى المولود. علاج الغدة عند النساء غاية في الأهمية فهو يقلل من فرص حدوث هذه المضاعفات. في حالة القصور على المرأة الحامل أن تحصل على الهورمون الناقص عن طريق تناوله من الخارج على شكل دواء مُصنع (Levothyroxine) وهو ذات مفعول مماثل للهورمون المُفرز في الجسم وفي حالة الفرط تناول أدوية تبلم إنتاج هذا الهورمون
الغدة الدرقية بعد الولادة
ان قصور الغدة شائع ليس فقط أثناء فترة الحمل إنما في فترة ما بعد الولادة أيضا، ففي السنة الأولى بعد إنتهاء فترة الحمل تحدث تغيرات في جهاز المناعة عند المرأة يجعل غدتها الدرقية عرضة للقصور بشكل خاص. يُطلق على هذه الحالة إختلال الغدة التالي للولادة (Postpartum thyroid dysfunction) التي غالبًا ما تزول بعد فترة وجيزة، لكن في قسم من الحالات هذا الخلل يكون مزمن مما يُحتم الإستمرار في إجراء الفحوصات المخبرية لعمل الغدة لمتابعة عملها.