الجنة عرضها كعرض السموات والأرض فأين تكون النار

راى فضيله الشيخ بن العثيمين فى
كون الجنة عرضها كعرض السموات والأرض فأين تكون النار‏ في هذا الكون الذي ليس فيه
إلا السموات والأرض‏؟‏
…………………………..

فقال حفظه الله تعالى ‏:‏ قبل
الجواب على هذا يجب أن نقدم مقدمة وهي أن ما جاء في كتاب الله وما صح عن رسوله ،
صلى الله عليه وسلم ، فإنه حق ولا يمكن أن يخالف الأمر الواقع ، فإن الأمر الواقع
المحسوس لا يمكن إنكاره ، ومادل عليه الكتاب والسنة فإنه حق لا يمكن إنكاره ، ولا
يمكن تعارض حقين على وجه لا يمكن الجمع بينهما
وقد ثبت في القرآن أن الجنة عرضها
كعرض السماء والأرض قال الله تعالى‏:‏ ‏(وجنه عرضها كعرض السموات والارض)‏‏‏‏.‏
وهذا حق بلا ريب ، وفي مسند الإمام أحمد أن هرقل كتب للنبي ، صلى الله عليه وسلم ،
فقال‏:‏ إذا كانت الجنة عرضها السموات والأرض فأين تكون النار‏؟‏ فقال ‏:‏ صلى
الله عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏إذا جاء الليل فأين يكون النهار‏)‏فإن صح هذا الحديث فوجهه
أن السموات والأرض في مكانهما والجنة في مكانها في أعلى عليين كما أن النهار في
مكان والليل في مكان ، وإن لم يصح الحديث فإن في كون الجنة عرضها السموات والأرض
لا يعني أنها قد ملأتهما ولكن يعني أن الجنة عظيمة السعة عرضها كعرض السموات
والأرض‏.‏
ثم إن قول ممن يسأل :‏ ‏”‏إن هذا
الكون ليس فيه إلا السموات والأرض‏”‏ ليس بصحيح فهذا الكون فيه السموات والأرض ،
وفيه الكرسي والعرش وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول بعد رفعه من ركوعه ‏:‏
‏(‏ملء السماوات ، وملء الأرض ، وملء ما شئت من شيء بعد‏)‏فهناك عالم غير السموات
والأرض لا يعلمه إلا الله، كذلك نحن نعلم منه ما علمنا الله-تعالى – مثل العرش
والكرسي ، والعرش هو أعلى المخلوقات والله – سبحانه وتعالى – قد استوى عليه استواء
يليق بجلاله وعظمته‏.‏
فهناك عالم غير السموات والأرض لا
يعلمه إلا الله، كذلك نحن نعلم منه ما علمنا الله تعالى – مثل العرش والكرسي ،
والعرش هو أعلى المخلوقات والله – سبحانه وتعالى – قد استوى عليه استواء يليق
بجلاله وعظمته‏.‏

تعليقات