معلومات عن اللوكيميا عند الطفل وانواعه وطرق المعالجة

اللوكيميا

يعتبر ابيضاض الدم أشيع سرطان عند الأطفال والمراهقين، وهو يشكل ثلث سرطانات الأطفال دون 51عاماً وربع السرطانات قبل عمر 02عاماً، وابيضاض الدم أو اللوكيميا leukemia هو سرطان يحدث على حساب الخلايا المكونة للدم وهو سرطان الكريات البيض عادة لكن قد تكون اللوكيميا على حساب الكريات الحمراء أو الصفيحات.

يبدأ الابيضاض من نقي العظم ثم ينتشر إلى الدم ومن هناك يذهب إلى العقد اللمفاوية والطحال والكبد والجملة العصبية المركزية والخصيتين وباقي الأعضاء الاخرى.

لمحة عن نقي العظم

– نقي العظم (أو نخاع العظم) هو الجزء الداخلي من العظام وهو المكان الذي يتم فيه تصنيع كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفيحات. يوجد نقي العظم الفعال عند الرضع في كل عظام الجسم، لكن يقتصر وجوده في سنوات المراهقة على العظام المسطحة (الجمجمة والكتف والأضلاع والحوض والفقرات).

– يتكون نقي العظم من الخلايا المكونة للدم والتي ندعوها الخلايا الجذعية Stemcell اضافة إلى نسيج داعم مغذ، تتكاثر الخلايا الجذعية وتمر عبر سلسلة من مراحل النضج لتشكل في النهايات كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفيحات.

* ما هي أنواع ابيضاض الدم عند الأطفال؟

– يقسم ابيضاض الدم عند الأطفال إلى الابيضاض الحاد والابيضاض المزمن ويعتبر الابيضاض المزمن نادر الحدوث جداً عند الأطفال.

اما الابيضاض الحاد فيقسم إلى الابيضاض اللمفاوي الحاد ALL والابيضاض القوي الحاد AML.

* ما هو ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد ALL؟

– هو سرطان على حساب الخلايا المكون للمفاويات (اللمفوبلاست) وهي أحد أنواع الكريات البيضاء وهو يشكل 57% من حالات ابيضاض الدم عند الأطفال ويعتبر أشيع سرطان في الطفولة الباكرة وذروة حدوثه بعمر 2- 3سنوات وتكون اصابة الذكور أكثر من الاناث.

* ما هو ابيضاض الدم النقوي الحاد AML؟

– هو سرطان الدم الذي يكون على حساب الخلايا المكونة للكريات الحمراء أو المكونة للصفيحات أو المكونة للوحيدات أو المكونة للمحببات (الوحيدات والمحببات من أنواع الكريات البيضاء) وهو يشكل 52% تقريباً من سرطان الدم عند الأطفال ويعتبر أشيع سرطان خلال أول سنتين من العمر ويقل حدوثه عند الأطفال الأكبر وتكون اصابة الذكور والاناث متساوية.

* ما هي عوامل الخطورة للاصابة بابيضاض الدم؟

– يقصد بعوامل الخطورة الأمور التي تزيد فرصة الطفل للاصابة بسرطان الدم وأهم عوامل الخطورة هي:

1- الاصابة ببعض المتلازمات الوراثية مثل المنغولية (متلازمة داون) ومتلازمة بلوم ومتلازمة كلاينفلتر وداء الاورام الليفية العصبية حيث يكون الطفل المصاب بأحد الأمراض السابقة معرضاً لزيادة خطورة الاصابة باللوكيميا.

2- العوامل البيئية مثل التعرض للاشعاع حيث لوحظ ان الاطفال الذين نجوا من القنبلة الذرية في اليابان كان لديهم فرصة لحدوث الابيضاض النقوي الحاد خلال 6- 8سنوات من التعرض أكثر بعشرين ضعفاً من المعدل الطبيعي، كذلك لوحظ أن تعرض الجنين خلال أشهر الحمل الاولى لكميات هامة من الاشعاع تزيد فرصة اصابته بابيضاض الدم بمقدار 5أضعاف.

3- حالات العوز المناعي مثل نقص غلوبولينات الدم الخلفي.

4- الأخ أو الأخت التوأم للطفل المصاب بالابيضاض تزيد فرصة اصابتهما بمقدار 2- 4أضعاف النسبة الطبيعية.

* ما هي الأعراض والعلامات الناجمة عن ابيضاض الدم؟

1- التعب والشحوب حيث يشكو الطفل من التعب الشديد ويبدو شاحباً بسبب فقر الدم.

2- الحمى مع الالتهاب الفيروسي أو الجرثومي بسبب نقص الكريات البيضاء، وحتى لو كان عدد الكريات البيضاء مرتفعاً فانها كريات مريضة غير قادرة على القيام بوظيفتها الدفاعية.

3- الفرمزيات (بقع حمراء على الجسم تشبه رأس الدبوس) والكدمات وسهولة النزف بسبب نقص الصفيحات.

4- الآلام العظمية التي تتطور عند ثلث الأطفال المصابين بالابيضاض.

5- ضخامة الكبد والطحال مما يؤدي لتبارز البطن.

6- ضخامة العقد اللمفاوية في الرقبة وتحت الابط وفي المنطقة المغبنية وأحياناً داخل الصدر (تكشف بصورة الصدر الشعاعية).

7- ضخامة غدة التيموس وهي موجودة في الصدر وقد تضغط على الرغاني مسببة حدوث السعال وضيق التنفس وأحياناً الاختناق.

8- الصداع – الاقياء – الاختلاج وذلك في حالات انتشار الابيضاض إلى الجملة العصبية المركزية.

9- ضخامة اللثة مع الألم والنزف منها في حالة الابيضاض النقوي الحاد، وقد يؤدي انتشار خلايا الابيضاض إلى الجلد لظهور بقع داكنة تشبه الطفح.

* كيف يتم تشخيص ابيضاض الدم؟

– يتم التشخيص اعتماداً على الفحص السريري اضافة إلى الفحوص المخبرية حيث يجري تعداد كامل للدم وتفحص اللطاخة الدموية تحت المجهر وان تبدلات عدد وأنماط الخلايا ومظهرها تحت المجهر يجعل الطبيب يتوقع وجود الابيضاض أحياناً وبعض الكريات الحمراء ونقص الصفيحات، ويكون العديد من الكريات البيض على شكل أرومات blast (وهو نمط من الخلايا يوجد في الحالة الطبيعية في نخاع العظم فقط) ورغم ذلك فإن هذه المظاهر كلها تقترح وجود الابيضاض ولا يتم تأكيد التشخيص إلا باجراء بزل نقي العظم أو خزعة العظم.

يظهر بزل نقي العظم (الذي يؤخذ من عظم الورك) وجود تكاثر شديد في الأرومات (الخلايا المكونة للكريات البيضاء) ويتم من خلاله اثبات التشخيص وتحديد نوع الابيضاض.

* هل هناك فحوص اخرى تجرى في حالة الابيضاض؟

– هناك عدة فحوص مخبرية اخرى تجرى أحياناً ومنها:

1- فحوص وظائف الكبد والكلية وذلك استعداداً لمعالجة الابيضاض.

2- البزل القطني حيث تؤخذ عينة من السائل الدماغي الشوكي لتحديد ان كانت الخلايا السرطانية قد وصلت إلى الدماغ والحبل الشوكي أم لا.

3- خزعة العقد اللمفاوية.

4- الفحوص الكيماوية الخلوية المناعية التي تجرى لتصنيف الابيضاض.

5- الدراسات التصويرية مثل صورة الصدر وايكو البطن والتصوير المقطعي CT-SCan والرنين المغناطيسي MRI وتصوير العظم وتجرى في حالات خاصة يحددها الطبيب.

* كيف تتم معالجة ابيضاض الدم؟

تتضمن المعالجة الكلاسيكية ما يلي:

1- المعالجة الهجومية التي تعطى بعد تشخيص المرض مباشرة والهدف منها القضاء على الخلايا الابيضاضية في النقي وتستخدم لهذا الغرض الأدوية الكيماوية مثل الفنكرستين والاسبار جيناز والبردنيزون وهي تعطى وريدياً أو عضلياً أو فموياً وعادة ما يتم اشراك أكثر من دواء وفق خطط معينة مدرسية يتم تحديدها من قبل الطبيب المعالج.

2- المعالجة الوقائية للجملة العصبية المركزية لمنع نكس المرض فيها حيث يتم حقن الميتوتركسات ضمن السائل الدماغي الشوكي.

3- المعالجة الداعمة (المستمرة) وهي الاستمرار على اعطاء الأدوية الكيماوية لمنع نكس المرض.

4- المعالجة الشعاعية وتستخدم أحياناً للقضاء على خلايا الابيضاض في السحايا والخصية وفي حالات نادرة عند انضغاط الرغامي.

5- وهناك معالجات أخرى مساعدة مثل نقل الصفيحات الدموية ونقل الدم أو اعطاء المضادات الحيوية وتحسين الحالة العامة.

* ما هي التأثيرات الجانبية للمعالجة الكيماوية؟

– إن الأدوية الكيماوية قادرة على قتل الخلايا السرطانية لكنها تقتل معها بعض الخلايا السليمة لهذا قد تحدث تأثيرات جانبية غير مرغوبة قد تكون شديدة أحيانا وأهم هذه التأثيرات الجانبية هي:

1- الغثيان والإقياء

2- سقوط الشعر

3- ضعف المقاومة للالتهاب بسبب نقص الكريات البيض

4- متلازم انحلال الورم وهي من المضاعفات الهامة لمعالجة حيث تخرب الخلايا السرطانية بسرعة عند بدء المعالجة الكيماوية وتؤدي الى ارتفاع شديد في حمض اليورك وقد تسبب الفشل الكلوي ان لم يتم تدبيرها بسرعة.

5- تقرحات الفم – اعتلال الأعصاب – قرحات مخاطية.

6- تثبيط النقي وهذا يسبب فقر الدم والنزوف وكثرة الاصابة بالالتهابات مثل ذات الرئة.

*هل يحدث نكس للمرض؟

– نعم يمكن أن ينكس الابيضاض ويحدث النكس في أي منطقة من الجسم لكن نقي العظام هو أكثر الأماكن التي يحدث النكس فيها لذلك يتم فحصه دورياً للتأكد من عدم النكس، كذلك قد يحدث النكس في الجملة العصبية المركزية ويؤدي ذلك الى الصداع والاقياء والوسن والاختلاج وارتفاع الضغط داخل القحف، وقد يحدث النكس ايضاً في الخصية ويتجلى ذلك على شكل كتلة في الخصية غير مؤلمة.

يقدر معدل الشفاء الكلي في ابيضاض الدم اللمفاوي الحاد حوالي 58% اما في ابيضاض الدم النقوي الحاد فيقدر معدل الشفاء بحدود 05% وهناك عوامل عديدة تؤثر على الانذار منها نوع الابيضاض وعمر الطفل عند التشخيص وتعداد الكريات البيض ووجود شذوذات صبغية مرافقة.

أخيراً

ابيضاض الدم او اللوكيميا اشيع سرطان عند الأطفال وهو ينشأ على حساب الخلايا المكونة للدم في نخاع العظم. يمكن لبعض الأمراض الوراثية وبعض العوامل البيئية خاصة التعرض للاشعاع ان تزيد من احتمال الإصابة بابيضاض الدم. يؤدي ابيضاض الدم الى الشعور بالتعب والحمى والآلام العظمية وضخامة الكبد والطحال والعقد اللمفاوية ويتم تشخيصه اعتمادا على بذل النقي الذي يفحص تحت المجهر ويتم من خلاله تحديد نوع الابيضاض.

يعالج ابيضاض الدم بالادوية الكيماوية وفق خطط معينة يحددها الطبيب وقد يكون لهذه الأدوية الكيماوية تأثيرات جانبية مزعجة وخطيرة احيانا، كما يلجأ احيانا لزرع النقي أو الخلايا الجذعية التي يمكن لها أن تولد خلايا دموية جديدة في النقي وتؤخذ هذه الخلايا عادة من المريض نفسه (قبل المعالجة) أو من شخص آخر وهي معالجة غالية جداً (تكلف في أمريكا حوالي 001الف دولار).

يجب تثقيف الأهل حول هذا المرض والإجابة على كافة استفساراتهم المتعلقة بالمرض خاصة عوامل الإنذار وخيارات المعالجة ونسب الشفاء ومخاطر وتأثيرات المعالجة الكيماوية وفرص نكس المرض.

تعليقات