معلومات عن تاريخ مدينة البتراء في الاردن والسياحة فيها

مدينة البتراء
هي مدينة تاريخية تقع جنوب الاردن في محافظة معان على بعد حوالي 150 ميلا جنوب القدس والعاصمة الاردنية عمان ووسط سوريا والبحر الاحمر، سميت ايضا بالمدينة الوردية نسبة الى الوان صخورها الوردية، وهي من احدى عجائب الدنيا السبعة، قد تم تاسيسها كمنطقة تجارية من قبل الانباط اللذين هم من قاموا ببنائها، وعملوا على احياء التجارة فيها، واشتهروا ايضا بتطوير نظام قنوات جر المياه، وتفننوا ببناء السدود تجنبا للفيضانات ولتخزين مياه الامطار واستخدامها على مدار العام، مما ادى الى تحسين المحاصيل الزراعية للمزارعين النبطيين، وقد حكم مدينة البتراء العديد من الحضارات منها اليونانيون قبل الانباط في عام 312 ق. م والرومانيون عام 106م ومن ثم البيزنطيون لمدة 300 عام، حتى اصبحت في بداية القرن الثامن الميلادي موقعا غير مهم تجاريا وسياسيا وثقافيا، وبعد التخلي عنها كمركز تجاري دخلها الصليبيون لعدة قرون.



تاريخ مدينة البتراء
كانت مدينة البتراء قديما عاصمة دولة الانباط، والتي دامت مملكتهم ما بين 400 ق.م وحتى 106م، حيث في عام 300 ق.م كان الانباط قد حققوا السيطرة الكاملة على المنطقة وبنوا فيها مستعمرة حضرية لانفسهم، وقاموا بنحت احيائهم ومبانيهم السكنية الخاصة في الصخور، وكان يعيش فيها من السكان ما يقارب 30,000 نسمة وقد انشاوا فيها دولة ديمقراطية، حتى اصبحت مدينة ذات اهمية اقتصادية ومركز تجاري قوي، حيث كانت القوافل التجارية تصل اليها محملة بالتوابل والبهارات والحرير والزجاجيات واللؤلؤ من جميع انحاء الوطن العربي، لكن كانت نهاية دولة الانباط على يد الرومان اللذين حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه في عام 106م، حتى انهم سيطروا على مدينة البتراء وبنوا ابنيتهم الخاصة واقاموا فيها مدرجا، وقاموا بتشييد معبد قصر البنت.


الجدير ذكره انهم استمروا بزمام التجارة فيها لمدة قرنين آخرين، حتى تضاءلت اهميتها وغادرها بعض التجار ومعهم جيوش الرومان التي كانت مهمتها حماية الطرق التجارية، ومن ثم تحولت الامبراطورية الرومانية الى الديانة المسيحية، واصبحت امبراطورية بيزنطية وحكمها البيزنطيون وبنوا فيها الكنائس والمطرانيات، حتى اصبحت فارغة من اهلها بسبب الزلزال الذي اصابها في عامي 748م و748م، وفي نهاية عام 1100م قام الصليبيون بحملة عسكرية على البتراء وشيدوا فيها قلعتين، وبنى المماليك مقاما للنبي هارون فيها.


دخلت المدينة خلال الفترة العثمانية في سبات طويل حتى تم اعادة اكتشافها في عام 1812م على يد المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت، والذي كان له الفضل باعطاء الشهرة العالمية لمدينة البتراء، وذلك من خلال نشره صور المدينة في كتابه المعروف باسم -رحلات في سوريا والديار المقدسة-، ثم تطورت اهميتها مع نشوء امارة شرق الاردن عام 1921م، وفي عام 1985م تم وضعها ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث الثقافي العالمي، نظرا لاحتوائها على مزيج فريد من تراث الحضارات القديمة وتفردها من الناحية التاريخية والطبيعية والجغرافية، وقد قامت اللجنة الوطنية في عام 1992م بحماية آثار مدينة البتراء وترميمها، حتى تم اختيارها كثاني عجائب الدنيا السبعة الجديدة في تاريخ 7 يوليو 2007 الى ان اصبحت من اهم مواقع الجذب السياحي في الاردن.






المواقع الاثرية في مدينة البتراء
تضم مدينة البتراء العديد من المعالم الاثرية التي تميزها عن غيرها من المدن، حيث تم اكتشاف الكثير من المواقع الاثرية فيها اي ما يقارب 3,000 معلم اثري، وتشكل المعالم المعروفة منها حوالي 800 معلما، ومن اهمها:


السيق: يعتبر السيق الطريق الرئيسي لمدينة البتراء، وهو عبارة عن شق صخري طوله حوالي 1200 متر، وعرضه يتراوح من 3-12 متر، كما يضل ارتفاعه الى حوالي 80 متر، يبدا السيق عند السد وينتهي في الجهة المقابلة للخزنة.


الخزنة: هو مبنى اثري محفور بالصخر، وهو من اشهر معالم البتراء واكثرها اهمية، ويعود تاريخه الى القرن الاول قبل الميلاد، حيث انه اول معلم يواجه الزائر بعد دخوله من السيق، وقد يصل ارتفاعه الى 40 مترا، كما انه مزين بالتيجان الكورنثية والافاريز والاشكال المزخرفة، حيث يتوج مبنى الخزنة بجرة يحتوي بداخلها كنوز فرعونية حسب الاعتقادات المحلية.


المعبد الكبير: هو من اهم المواقع الاثرية الرئيسة في مدينة البتراء، وكان المعبد الكبير قيد الاستخدام حتى مرحلة ما اواخر العصر البيزنطي.


مسرح البتراء: هو من اكبر المباني الموجودة في المدينة، وتم نحته من صخور الجبال، يتكون من ثلاثة صفوف من المقاعد المفصولة بممرات، ومن سبعة سلالم للصعود الى قاعة المسرح، ومن الممكن ان يستوعب 4000 متفرج.


شارع الواجهات: هو اسم يطلق على صف المقابر النبطية الضخمة المنحوتة في المنحدر الجنوبي الواقع بعد الخزنة والقريب من السيق الخارجي.


قصر البنت: هو معبد نبطي من القرن الاول قبل الميلاد، يصل ارتفاعه الى 23 مترا، يحيط به بريبولوس - وهو منطقة محاطة بجدار-، اضيفت اليه مقاعد في عهد الملك حارث الرابع، كما يشير بوجود كتابات منقوشة بين هذه المقاعد.





السياحة في مدينة البتراء
تشكل المدينة عنصرا هاما في صناعة السياحة في الاردن، لتميزها بفن الابداع المعماري الفريد الذي لا يوجد له مثيل في العالم، وهي مقصد سياحي لاعداد كبيرة من السياح اللذين يزورون الاردن، مما ينعكس على الاقتصاد الوطني الاردني، كما تعد موقع سياحي متكامل بخدماته الفندقية المتنوعة ومطاعمه واستراحاته ومحلات التحف الشرقية وشركات السياحة والسفر، لذلك يمكن للسائح الاقامة فيها لبضعة ايام للاطلاع على حضارتها، حيث ان دخول مدينة البتراء كاحد عجائب الدنيا السبعة ادى الى نمو الحركة السياحية فيها، مما انعكس على الاردن ايجابيا، وتمثل السياحة فيها احدى الصادرات الهامة وعنصر اساسي من عناصر النشاط الاقتصادي التي ادى الى زيادة حجم الانفاق السياحي والتقليل من البطالة.
تعليقات